العتبات والمزارات المقدسة

خِزانةُ مخطوطات العتبة العبّاسيّة المقدّسة.. شاهدٌ حضاريٌّ ومعرفيّ كبير

للمخطوطات أهمّيةٌ كبيرة في حياة أبناء الأمّة، فهي الوعاء الذي حفظ لنا العلوم والمعارف والفنون والآداب وأخبار التاريخ وأحداثه، وكلّ نتاجات العقل المسلم المبدع، وكان لها دورٌ فاعل في التواصل الحضاريّ للأمّة، ورفدها بأسباب النهوض في كلّ العصور. 

 

للمخطوطات أهمّيةٌ كبيرة في حياة أبناء الأمّة، فهي الوعاء الذي حفظ لنا العلوم والمعارف والفنون والآداب وأخبار التاريخ وأحداثه، وكلّ نتاجات العقل المسلم المبدع، وكان لها دورٌ فاعل في التواصل الحضاريّ للأمّة، ورفدها بأسباب النهوض في كلّ العصور. 

كما كان لها تأثير مهمّ في تقديم الحضارة الإنسانيّة، إضافةً إلى قوامها المادّي المتمثّل بصناعتها من الورق والكتابة والتجليد والزخرفة والتزويق، فهي من الآثار المنقولة التي تفرّدت بها الحضارة الإسلاميّة.

ويقول الدكتور أسامة النقشبندي في مقالٍ له كان قد نشـره في مجلّة تراثيّات القاهريّة، “من الخزائن المعرفيّة الكبيرة في العصر الحديث خزانة مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، وكان زمن تأسيسها يعود إلى 1382هـ، إذ حوت آنذاك على كتب ومصادر مهمّة تربو على الخمسة آلاف، وكانت تضمّ بين دفّتيها مخطوطاتٍ يصل تعدادها إلى نحو الألف مخطوطة، وقد صُودرت هذه النفائس الخطيّة من قبل عصابة البعث المقبور”.

ويضيف، “أمّا الكتب فصُودر الكثير منها، وأُتلف بعضها الآخر، وما بقي استُخدم كوقود للتدفئة ولصنع الشاي لجنود النظام عند احتلاله للعتبة المقدّسة إبّان الانتفاضة الشعبانيّة المباركة سنة 1411هـ، وجاء في تاريخ الحركة العلميّة في كربلاء، وهو يتحدّث عن خزانة مخطوطات العتبة العبّاسية خلال القرن الماضي: (تحتوي هذه الخزانة على 109 مخطوطة في غايه النفاسة والقدم والقيمة، وهي في مجملها مصاحف قديمة ونادرة جدّاً، وقد نوّه الكاتب المؤرّخ ناصر النقشبندي بثلاثة مصاحف بينها وهي مكتوبة بالخطّ الكوفي، واعتبرها ذات قيمة تاريخيّة وأثريّة، ولم تسلم خزانة الروضة العبّاسية الشريفة كنظيرتها خزانة الروضة الحسينيّة المقدّسة من السلب والنهب في فترات زمنيّة مختلفة، لكونها كانت تضمّ مجوهرات ومفروشات وطنافس وأشياء ثمينة جدّاً، أثارت طمع وحرص المهاجمين والمتطاولين على حرمة كربلاء المقدّسة)”.

وجاء ذكرُها في كتاب تراجيديا كربلاء للحيدريّ إذ قال: (وفي حضرة العبّاس خزانةٌ فيها ذخائر وأشياء نفيسة جدّاً)، ويوجد في خزانة الروضة العبّاسيّة آنذاك مصحفٌ كبير بالخطّ الكوفي ومذهّب، ومصاحف كبيرة يربو عددها على ستّة عشر مصحفًا، ومصحفان صغيران بالخطّ الكوفيّ.

وقُدّر لهذا الصرح الثقافيّ الكبير أن ينبض بالحياة من جديد، وتسطع منه أشعّةُ الثقافة والمعرفة، وتلوح في الآفاق آمالٌ جديدة لغدٍ مشرق.

وتوجد اليوم في خزانة المخطوطات التابعة للروضة العبّاسية آلافُ المخطوطات كما يحدّثنا السيّد نوري الموسوي المشرف على دار المخطوطات: “إنّ حصيلة الجهود المبذولة لهذا العمل الكبير هو إيداعُ ما يقرب من (خمسة آلاف) مخطوطة في (خزانة مكتبة العتبة المقدّسة) تُعدّ من جواهر التراث الإنسانيّ الفكريّ والأدبيّ، والحصول على ما يقرب من (150 ألف) مخطوطة مصوّرة بأحدث التقنيّات وفق معاهدات واتّفاقات تعاون مشترك للتبادل الثقافيّ مع أهمّ وأبرز المكتبات ودور المخطوطات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى