المرجعية

في الذكرى السنوية لرحيل ميرزا مهدي الشيرازي.. تاريخ حافل لرجل نذر نفسه لخدمة الدين والانسان

في الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام (1380) للهجرة النبوية المقدسة كان الامام الشيرازي طود الورع والتقوى آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي قدس سره على ميعاد بلقاء الله عزوجل. 

 

في الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام (1380) للهجرة النبوية المقدسة كان الامام الشيرازي طود الورع والتقوى آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي قدس سره على ميعاد بلقاء الله عزوجل. 

والامام المجدد الشيرازي السيد الميرزا محمد حسن الحسيني ـ صاحب المواقف العظيمة للإسلام والمسلمين ـ هو عمه لابيه. 

والامام مفجّر ثورة العشرين الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره هو خاله لامه واستاذه الاكبر طوال عشرين سنة تقريباً.

والامام آية الله العظمی السيد علي الحسيني الشيرازي ـ ابن الامام المجدد الشيرازي ـ هو ابن عمه لابيه، وهو استاذه الآخر. 

والامام آية الله العظمى السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي (المتوفى عام 1382هـ) ايضاً هو الآخر ابن عمه لابيه، وزميله في الدراسة طوال خمسة وعشرين عاماً. 

والامام آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (المتوفى عام 1422ه) هو ابنه الارشد. 

والامام آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي هو الآخر ابنه (المولود عام 1361للهجرة) و هو الآن مرجع الطائفة وزعيم الحوزات العلميّة المقدسة. 

سلسلة متواصلة في (المرجعية) والفتوى، والجهاد والورع والتقوى

ولد الامام الشيرازي ـ قدس سره ـ في كربلاء المقدسة عام (1304 للهجرة) من اب عالم تقي ورع (السيد الميرزا حبيب الله الحسيني الشيرازي) المتوفى عام 1320 للهجرة والمدفون في وسط دهليز الباب الزينبي لحرم الامام الحسين عليه السلام (ومن ام) ورعة قديسة كانت تعلم ابنها (الامام الشيرازي) ومنذ طفولته وله من العمر سنتان، تعلمه صلاة الليل والعبادة في الأسحار. 

وتلقى (الامام الشيرازي) مقدمات العلوم الدينيّة في مدينة كربلاء المقدسة وبعد وفاة والده المقدس هاجر مع الاسرة الى مدينة سامراء المقدسة حيث الحوزة العلمية المقدسة والتي يرأسها ـ آنذاك ـ خاله لِاُمّه الامام الشيرازي الميرزا محمد تقي الحائري ـ قدس سره . 

ومع ارهاصات الاستعمار البريطاني واحتلالهم لسامراء واخراج اهاليها منها عاد مع خاله الى مدينة كربلاء المقدسة حيث انفجار الثورة الاسلامية ضد الاستعمار الظالم. 

واشترك الامام الشيرازي مع خاله في بعض المجالس الاستشارية للثورة، حتى استشهد الامام التقي الشيرازي. 

بعد ذلك هاجر الى النجف الاشرف حيث الحوزة العلمية المباركة والنشطة بالعلماء الاعلام والمراجع العظام فاشترك فيها ايضاً طالباً لكبار العلماء امثال السيد علي الشيرازي ابن عمه لابيه والميرزا حسين النائيني الغروي وغيرهما، واشترك فيها مدرساً للسطوح العالية في الحوزة ايضاً، وبقي هناك خمسة عشر عاماً تقريباً. 

ولما انتقل الامام القمي السيد حسين (قدس سره) الى كربلاء المقدسة ـ حيث ابعده من ايران البهلوي الاول ـ واعاد تشكيل الحوزة العلمية المباركة هناك وطلب من الامام الشيرازي الهجرة اليها، هاجر اليها باسرته الكريمة عام (1356) على اعقاب وفاة استاذيه الشيرازي والنائيني، وبقي في كربلاء المقدسة يرفد الحوزة العلمية بكل ما كان يمكنه من الاشتراك في (مجلس استفتاء) الامام القمي، والتدريس لبحوث الخارج الاجتهادية وغير ذلك. 

ولما وافى الامام القمي الوفاة عام (1366) استقل الامام الشيرازي بالمرجعية، والفتوى، وادارة الحوزة العلمية كرئيس وزعيم مثالي جمع في ادارته بين العلم والتقوى والاخلاق وكان من المراجع الذين قل نظيره في الامور الثلاثة. 

وواصل تلك المسيرة المباركة يعينه فيها ثلة من العلماء الأعلام والفقهاء الاجلاء ومنهم ابناه الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي الذي خلفه في المرجعية وادارة الحوزة العلمية وصاحب اكثر من ألف مصنف في شتى المجالات العلمية والدينية والحوزوية. 

والامام الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي قدس سره صاحب المسيرة الجهادية التي انطلقت من العراق وتواصلت الى بلاد افريقيا ولبنان والشام ومؤسس الحوزة العلمية الزينبية المقدسة في دمشق بجوار مزار السيدة العظيمة زينب الكبرى عقيلة بني هاشم ـ عليها السلام ـ ومؤلف العشرات من المصنفات الفريدة في شتى المجالات الدينية والعلميّة والتربوية والنهضويّة.

وبعد اربعة عشر عاماً حافلاً بزعامة الطائفة وبسيل من الانجازات في الحقول الدينية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والتربوية وغيرهما مما ينبغي للمرجع الكبير وافاه الأجل في الثامن والعشرين من شهر شعبان عام (1380) للهجرة النبوية المقدسة فاهتزت لها كربلاء المقدسة وسائر الحوزات العلمية والبلاد الإسلامية.

وكان لصدى نبأ وفاته اثر كبير حزين في سائر اطراف العراق، وانهال العلماء الاعلام، وسائر الطبقات من الناس من شتى اطراف العراق الى مدينة كربلاء، وخاصة من الحوزة العلمية المقدسة في النجف الأشرف، حيث هرع المآت من العلماء والمدرسين والطلبة، يقدمهم العديد من مراجع التقليد العظام وفي طليعتهم الامام الحكيم السيد محسن الطباطبائي قدس سره حيث شيع تشييعا عظيماً وصلى عليه ـ بوصية خاصة منه ـ ابنه الاكبر الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي ودفن في الجانب الشرقي الجنوبي من صحن الامام الحسين عليه السلام ايضاً بوصيته منه.

واقيمت له (قدس سره) مجالس التأبين في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء المقدستين وسائر المدن من قبل مراجع الدين امثال الامام السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي والامام السيد محسن الطباطبائي الحكيم وغيرهما.

وكذلك الحوزات العلمية المقدسة والجامعات الاكاديمية والمؤسسات الدينيّة والثقافية والخيريّة والهيئات الحسينيّة المباركة وكذلك العشائر الكرام وصنوف التجار والكسبة المؤمنين الاكارم.

 

وانتشرت مجالس التأبين للفقيد الكبير في أطراف العراق وايران والخليج وسائر البلاد الإسلامية وكذلك الجاليات الاسلامية في غير بلاد الاسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى