حدیث الصور

تقرير مصوّر: مواكبُ عزائيّة حسينيّة تدخلُ العتبتين المقّدستين إحياءً لذكرى شهادة الإمام السجاد(عليه السلام)

شهدت مدينة كربلاء المقدسة بعد صلاة الظهرين من يوم امس الجمعة تدفق المواكب الحسينية إلى العتبتين المقدّستين

 

 

شهدت مدينة كربلاء المقدسة بعد صلاة الظهرين من يوم امس الجمعة تدفق المواكب الحسينية إلى العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام السجّاد(عليه السلام) التي يحين موعدها بعد غدٍ الأحد (25) محرّم الحرام.

وقد بدأت مواكبُ المعزّين انطلاقها من شارع قبلة العباس(عليه السلام) لدخول العتبة العباسيّة المقدّسة من باب القبلة وتنعطف جهة اليسار من الصحن الشريف فتخرج من باب الإمام الحسن(عليه السلام) باتّجاه مرقد سيّد الشهداء(عليه السلام) مروراً بما بين الحرمين الشريفين، وهم يردّدون قصائد حسينية تجسّد عظمة الفاجعة الأليمة بهذا المصاب الجلل، ليكون ختام عزائهم في الصحن الطاهر لأبي عبدالله الحسين(عليه السلام).

يُذكر أنّه بعد أن تأزَّم الوضعُ حين موت عبدالملك بن مروان واستلام الوليد ابنه زمام الأمور، حيث بقي الإمامُ السجّاد(عليه السلام) مواصلاً لخطواته الإصلاحية في صفوف الأمة الإسلامية آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ممّا قضَّ مضاجع قادة الحكم الأموي بسبب عدم تَمَكُّنهم من الاستمرار في أهدافهم التحريفية للرسالة الإلهية، وقد كان الوليد من أحقد الناس على الإمام زين العابدين(عليه السلام)، لأنّه كان يرى أنّه لا يتمّ له الملك والسلطان مع وجود الإمام(عليه السلام) الذي كان يتمتَّع بشعبية كبيرة، حتى تحدّث الناس بإعجابٍ وإكبار عن علمه، وفقهه، وعبادته، وعجّت الأندية بالتحدُّث عن صبره وسائر ملكاته وصفاته(عليه السلام)، واحتلَّ مكاناً كبيراً في قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، ويتشرَّف بمقابلته والاستماع إلى حديثه.

وقد شقَّ على الأمويّين عامةً هذا الموقع المتميّز للإمام(عليه السلام) وقضَّ مضاجعهم، ورُوِي عن الوليد أنَّه قال: لا راحة لي وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا.. فأجمع رأيه على اغتيال الإمام(عليه السلام)، والتخلّص منه.

فأرسل الوليدُ سمّاً قاتلاً من الشام إلى عامله على المدينة، وأمَرَه أن يدسَّه للإمام(عليه السلام)، ونفَّذ عاملُهُ ذلك، فسَمَتْ روحُ الإمام(عليه السلام) العظيمة إلى بارئها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وجهادها وتجرُّدِها من الهوى، وتولَّى ولدُهُ الإمام محمد الباقر(عليه السلام) تجهيز جثمان أبيه(عليه السلام)، وبعد تشييعٍ حافلٍ لم تشهد المدينةُ نظيراً له جِيء بجثمانه الطاهر إلى مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة، فحفروا قبراً بجوار قبر عَمِّه الزكيّ الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة، وأنزل الإمامُ الباقر(عليه السلام) جثمان أبيه زين العابدين وسيّد الساجدين(عليه السلام)، فواراه في مَثواه الأخير.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى