الإعلام الشيعي

مركز الامام الشيرازي يناقش القيادة بين المصالح والمبادئ .. الإمام الحسين عليه السلام ميزانا

ناقش مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن ملتقى النبأ الاسبوعي، الورقة النقاشية الموسومة “القيادة بين المصالح والمبادئ .. الإمام الحسين عليه السلام ميزانا”، القى الورقة الباحث في المركز محمد علاء الصافي، بحضور نخبة من المهتمين.

 

ناقش مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن ملتقى النبأ الاسبوعي، الورقة النقاشية الموسومة “القيادة بين المصالح والمبادئ .. الإمام الحسين عليه السلام ميزانا”، القى الورقة الباحث في المركز محمد علاء الصافي، بحضور نخبة من المهتمين.

وقال الصافي انه “عندما يكون الخوف هو الوازع للناس ليقدموا الطاعة فقد يعطي هذا نوعاً من الاستقرار، ولكنِّه استقرار خادع والتزام سطحي، وفي أول فرصة عندما تغيب السلطة وينتهي التهديد سيتحول هذا الاستقرار إلى التدمير وإلى التنازع وهذا ما لمسناه في تجارب العديد من الدول التي عانت فترات طويلة من الدكتاتورية والاستبداد، إن نموذج السيطرة القائمة على الإرغام والعصا الغليظة، سوف يؤدي إلى الشك والكذب والانحلال على المدى البعيد لأنه عندما يُجرَّد الإنسان من كل شيء فستفقد السيطرة عليه، عندما يكون الدافع هو الحصول على المغانم، هنا تتحول القضية إلى صفقات متبادلة بين القائد والأتباع، القائد يريد الدعم والاهتمام والمال وفي المقابل يرضي الأتباع بما يريدونه من مزايا مثل الأموال والمناصب، هذه العلاقات النفعية سوف تؤدي إلى مجتمع هش قائم على المصالح، ليس لديه إنتماء وولاء للوطن، يجهل معنى المواطنة، لا يعرف حقوقه ولا واجباته، يرى فقط مصلحته الآنيه ويهرب من مسؤولياته تجاه الآخرين”.

واضاف “الغاية تبرر الوسيلة، مقولة “ميكافيلي” مؤلف كتاب الأمير الذي مازال، بعد خمسمائة عام، يمثل قيم فلسفة الحكم، ويعمل كدليل لحكام الدول، يقومون بتطبيقه عمليا، هذا المبدأ الذي تبناه ميكافيلي في القرن السادس عشر، حيث يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يريدها أياً كانت وكيفما كانت دون قيود أو شروط، فكان هو أول من أسس لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة، والمقصود من هذه العبارة، أن مصلحة الدولة واستقرار النظام يبرر اللجوء إلى أي وسيلة عملية متاحة لتحقيق هذا الغرض، بغض النظر عن الاعتبارات الأخلاقية، حتى إذا تضمن العنف والاعتداء على حرية الأفراد أو الجماعات أو حق الملكية الخاصة إذا كان هذا مهما لمصلحة الدولة”.

واشار الصافي الى إن تعاليم ميكافيلي ونصائحه مطبقة اليوم بجميع حذافيرها، واعتبرت هذه القاعدة هي الانطلاقة الأولى التي ينطلق منها كل سياسي ديكتاتوري، حيث يضعها نصب عينه ويتبناها لتبرر له الاستبداد وممارسة الطغيان والفساد الأخلاقي، ويرى ميكافيلي ضرورة استخدام العنف والقوة من قبل القائد السياسي مبررا ذلك بأنه يولد الخوف، والخوف أساسي من أجل السيطرة على الشعوب -حسب اعتقاده- ومن لم يفعل ذلك لا يعتبره قائدا سياسيا ناجحا، أما قاعدة الضرورات تبيح المحظورات فهي حتما مقيدة بشروط ومعايير ولها ضوابط شرعية يصبح حينها المحظور مباحا”.

وتابع ان “القيادة التي ترتكز على المبادئ والعقد الاجتماعي الأصيل بين الحاكم والشعب، الناس يتبعونها لأنها موضع ثقة واحترام، كُلُّ يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات”.

موضحا ان “المبادئ هي أسس وبنى تحتية لضمان حياة الانسان، التخلي عن المبادئ يعتبر إنحراف والذي يؤدي إلى الوقوع في الهاوية والإنسان الذي يتخلى عن مبادئه هو إنتهازي “مصطلح يجمع الكثير من الأمراض”.

مبينا ان هناك الكثير يتخلون عن المبادئ من أجل البحث عن الربح السريع وأهم أسباب ذلك هو سلوك القطيع “أي اتباع الآخر بدون فهم معتمدين على الغرائز”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى