العالم

تراجع أعداد ضحايا الإرهاب في جميع أنحاء العالم

للعام الثالث على التوالي، تراجع عدد ضحايا العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، لا سيما بعد انهيار تنظيم “داعش” الإرهابي، بينما يتصاعد الإرهاب السياسي المرتبط باليمين المتطرف في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.

 

للعام الثالث على التوالي، تراجع عدد ضحايا العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، لا سيما بعد انهيار تنظيم “داعش” الإرهابي، بينما يتصاعد الإرهاب السياسي المرتبط باليمين المتطرف في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.

جاء ذلك في تقرير “مؤشر الإرهاب العالمي” لعام 2018 الذي نشر نتائجه، امس الاربعاء ، معهد الاقتصاد والسلام في لندن.

وقال ستيف كيليليا، الرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام”، إنه بعد أن بلغت عمليات القتل ذروتها عند نحو 34 ألف حالة في عام 2014، انخفضت الوفيات المرتبطة بالإرهاب بنسبة 44% في العام الماضي إلى 18 ألفاً و800.

وأوضح كيليليا، أن الأسباب الرئيسية للتراجع الكبير في عدد الوفيات المرتبطة بالإرهاب يعزى للهزائم العسكرية المتتالية لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، ونجاح الحكومة النيجيرية في مواجهة وحصار تنظيم بوكو حرام الارهابي، لافتاً إلى أن أفغانستان سجلت أعلى عدد من الوفيات المرتبطة بالإرهاب بين جميع البلدان.

وأشار التقرير إلى أن العراق وهو البلد الذي ظهر فيه تنظيم داعش للمرة الأولى، شهد انخفاضاً بنسبة 56% في الوفيات المرتبطة بالإرهاب من 7 آلاف و368 إلى 3 آلاف و554 حالة، وهو ما يمثل أكبر انخفاض من عام لآخر في بلد واحد، وأقل عدد من الوفيات بسبب الإرهاب الذي شهدته البلاد منذ عام 2012.

وإجمالاً انخفضت عمليات القتل على أيدي عناصر داعش بنسبة 52% في عام 2017، وفقاً للتقرير، الذي تنبأ بأن التنظيم لن يصنف بعد الآن على أنه المنظمة الإرهابية الأكثر دموية في عام 2018.

وأضاف كيليليا، “أعتقد أنه إذا كان ثمة شيء أود أن يأخذه الناس من الدراسة، فسيكون ببساطة أن ظهر داعش انقصم”، محذراً من أن “هذا لا يعني أنها نهاية الإرهاب، لأن تنظيم القاعدة لا يزال نشطاً للغاية”.

ومع انهيار تنظيم داعش في العراق وسوريا، كما يقول مؤلفو التقرير، تنتقل المجموعة إلى بلدان في منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل في أفريقيا، مثل ليبيا والنيجر ومالي وإلى جنوب شرق آسيا.

واعتبر كيليليا، أن الإرهاب “مرن بشكل لا يصدق”، حيث تنقسم وتندمج الجماعات وتشكل جماعات جديدة، قائمة على الاختلافات في الأيديولوجية أو الاختلافات في الاستراتيجية والتكتيكات، لافتا إلى أنه “من الصعب للغاية على وكالات الاستخبارات بالفعل أن تتعقب تلك التنظيمات وتظل على اطلاع بشؤونها”.

وبينما حدثت أكثر من 99% من جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب في بلدان غارقة في صراعات عنيفة أو مستويات عالية من الإرهاب السياسي، وجد التقرير أن الاغتراب الاجتماعي، والافتقار إلى الفرص الاقتصادية، والتورط في صراعات خارجية تمثل عوامل رئيسية وراء الإرهاب في المناطق المتقدمة اقتصادياً مثل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، التي شهدت زيادة في الإرهاب اليميني المتطرف.

وأفاد التقرير، بأنه في السنوات الأربع بين 2013 و2017، كانت مجموعات وأفراد اليمين المتطرف مسؤولة عن 66 حالة وفاة في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، ولم يكن هناك أي حالات في عام 2013 مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد 17 حالة وفاة و30 هجوماً في الولايات المتحدة نتج عنها 16 حالة وفاة.

ووجد مؤلفو التقرير، أن الجهات الفعالة الوحيدة التي لديها نزعات قومية للبيض أو يمينية أو معادية للإسلام، هي المسؤولة عن غالبية الهجمات في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.

ونوه كيليليا، إلى أن “جزءاً منها هو رد فعل على تدفقات الهجرة التي ظهرت في أوروبا نتيجة الحروب في الشرق الأوسط، كما أنه رد فعل ضد الهجمات الإرهابية، التي حدثت في الولايات المتحدة وأوروبا من قبل الإرهابيين أو المتطرفين العنيفين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى